المكتب التنفيذي لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب مسؤول عن تنسيق جهود البلاد لتحديد وتقييم وفهم مخاطر غسل الأموال وتمويل الإرهاب وانتشاره. كما يعد المكتب التنفيذي سياسات لمعالجة المخاطر المحددة ويصدر توصيات تتعلق بتدابير التخفيف من المخاطر على المستوى الوطني.

وفي هذه الإطار، أنجز المكتب التنفيذي التقييم الوطني للمخاطر لدولة الإمارات لأول مرة سنة 2018، وعمل على تحديثه عام 2019، ومن بين توصيات هذا التحديث القيام ب 8 تقييمات قطاعية تشمل القطاعات العالية المخاطر في الدولة. وقد ضمّت دراسات الحالة الواردة في التقييم المُراجع حالات تمّ فيها رصد حالات غسل الأموال والتخفيف من حدّته، مع الإشارة إلى أنّ السبب في ذلك يعود إلى متانة إطار العمل المعتمد في دولة الإمارات العربيّة

وفي نهاية عام 2022، بدأت الدولة من جديد في تقييم مخاطرها باستخدام منهجية البنك الدولي، وتشمل عملية التقييم الوطني للمخاطر كل القطاعات والمخاطر بما في ذلك مخاطر تمويل انتشار التسلح، ويتوقع الانتهاء من هذه العملية في الربع الأول من عام 2024.

ويتوقع بعد الانتهاء من عملية التقييم الوطني للمخاطر تطوير واعتماد استراتيجية وطنية لمواجهة مخاطر غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وكذلك سياسات وطنية تقدّم خارطة طريق مفصّلة للدولة من أجل تعزيز إطار العمل ومعالجة كل المخاطر وفق النهج القائم على المخاطر.



تقييم المخاطر الوطنية

ما هو التقييم الوطني للمخاطر؟

يحدد التقييم الوطني للمخاطر المخاوف الرئيسية الناجمة عن مخاطر غسل الأموال وتمويل الإرهاب وتمويل الانتشار التي تواجهها الدولة. ويشكّل التقييم الوطني هذا عمليةً شاملة لمساعدة الدولة على تحديد وتقييم وفهم المخاطر التي تنشأ عن مواطن الضعف التي تسهّل غسل الأموال وتمويل الإرهاب وتمويل الانتشار كما يُساعد التقييم على تحديد الأولويات وتخصيص الموارد بكفاءة من قبل السُلطات.

الوضع الحالي:

تجري دولة الإمارات العربية المتحدة تقييماً وطنياً للمخاطر للمرة الثانية وهي عملية تقييم ذاتي باستخدام منهجية مجموعة البنك الدولي التي تتألف من أداة لتقييم المخاطر وعملية منهجية ومتعددة التخصصات، بمشاركة واسعة من الجهات المعنية من القطاعين العام والخاص. وبهذه الطريقة، ستواصل دولة الإمارات العربية المتحدة بناء القدرات على المدى الطويل وتعزيز العملية لتحديث فهم المخاطر التي تواجهها الدولة بشكلٍ دوري.

وتُعتبر أداة تقييم المخاطر جزءاً محورياً ضمن منهجية مجموعة البنك الدولي، وهي تتألف من عدة وحدات تركز على التهديدات ومواطن الضعف المتعلقة بغسل الأموال وتمويل الإرهاب. ويركز تقييم التهديدات على حجم وخصائص المتحصلات الجرمية أو تمويل الإرهاب في دولة الإمارات العربية المتحدة، فيما يركز تقييم مواطن الضعف على نقاط الضعف أو الثغرات. قد توجد التهديدات أو مواطن الضعف على المستوى الوطني أو القطاعي.

وتمكّن أداة تقييم المخاطر دولة الإمارات العربية المتحدة من تقييم وفهم مخاطر غسل الأموال وتمويل الإرهاب على المستويين الوطني والقطاعي وتطوير إجراءات للتخفيف من هذه المخاطر. وفي نهاية التقييم، توضع جميع القطاعات على خارطة مخاطر تشكّل الإطار الواسع لتصميم النهج القائم على المخاطر.

وأخيرا، يتم تنظيم تقييم المخاطر وقيادته وامتلاكه من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال إنشاء مجموعات عمل. وتضم مجموعات العمل ممثلين عن جميع الجهات المعنية بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب (وحدة المعلومات المالية في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي والسلطات الرقابية الأخرى، والمدعين العامين، ووكالات إنفاذ القانون، والسلطات الضريبية والجمركية، بالإضافة إلى السلطات الأخرى ذات الصلة) بالإضافة إلى القطاع الخاص. وتساهم هذه الكيانات معا في بناء صورة كاملة للمخاطر الوطنية المتعلقة بغسل الأموال/تمويل التكنولوجيا وتساعد عملية التقييم إما كمصادر للمعلومات أو من خلال مشاركة ممثلين مباشرة في بعض جوانب العملية.

النتائج:

سيمكّن اعتماد استراتيجية وسياسات وطنية جديدة لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب دولة الإمارات من إظهار التزامها بالمعايير الدولية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وتوفير خارطة طريق واضحة لكيفية تطوير النظام الوطني وتحقيق نتائج فعالة. وستحدد الاستراتيجية أهدافاً استراتيجية في المجالات المواضيعية، بما في ذلك: السياسات والتنسيق والتعاون؛ والوقاية والكشف والإبلاغ؛ والرصد والتعطيل والملاحقة القانونية والمعاقبة والمصادرة.

وسيكون لكلّ هدف استراتيجي سلسلة من تدابير العمل المحددة والمصمّمة لتحقيق نتائج فعالة، لا سيما في المجالات عالية المخاطر. وسيجري تطوير تدابير العمل هذه في خطة عمل مصاحبة، ستشمل الإدارات المسؤولة، والجداول الزمنية، والاعتبارات المتعلقة بالموارد.



تقييم مخاطر الأصول الافتراضيّة ومقدّمي خدمات الأصول الافتراضيّة

موجز:

تتطلّب معايير مجموعة العمل المالي (فاتف) من الدول تحديد، وتقييم وفهم وتخفيف مخاطرها المرتبطة بالأنشطة الماليّة ذات الصلة بالأصول الافتراضيّة ومقدّمي الخدمات المعنيّين، ومقدّمي خدمات الترخيص أو التسجيل، وإخضاعهم لرقابة أو مراقبة السلطات الوطنيّة المختصّة. وقد أجرت دولة الإمارات العربيّة المتّحدة أول تقييم لمخاطر الأصول الافتراضيّة بالنظر إلى المذكّرة التفسيريّة الصادرة عن الفاتف بشأن التوصية 15. ونتيجةً لتقييم المخاطر، وُضع إطار عمل وطني لتنظيم الأصول الافتراضيّة وتوزيع الصلاحيّات الرقابيّة على السلطات التنظيميّة، حيث بات مقدّمو خدمات الأصول الافتراضيّة اليوم خاضعين لتدابير مواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب ذاتها التي تخضع المؤسسات الماليّة والأعمال والمهن غير الماليّة المحدّدة في الإمارات لها.

أهم التوصيات:

  • تحديد أنشطة مقدّمي خدمات الأصول الافتراضيّة غير المرخّصة في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة والتحقيق فيها وملاحقتها بفعاليّة وعلى نحوٍ متّسق.
  • تعزيز فهم مخاطر الأصول الافتراضيّة / مقدّمي خدمات الأصول الافتراضيّة لدى الجهات الحكومية والقطاع الخاص.
  • زيادة التحقيقيات والادّعاءات في قضايا غسل الأموال التي تنطوي على أصول افتراضيّة.
  • تحسين الفهم والاستجابة لتهديدات تمويل الإرهاب المحتملة التي تنطوي على أصول افتراضيّة / مقدّمي خدمات الأصول الافتراضيّة.



تقييم مخاطر الأشخاص الاعتباريّين والترتيبات القانونيّة

موجز:

يهدف تقييم مخاطر الأشخاص الاعتباريّين والترتيبات القانونيّة إلى تحديد مدى ومستوى استغلال هذه الكيانات في إطار عمليّات غسل الأموال وتمويل الإرهاب على المستوى الوطني، حيث تمّ تصميم التقييم من أجل تحديد مدى فهم الكيانات المعنيّة لمستوى المخاطر المترتّبة عن سوء الاستخدام، وأنواع الكيانات الأكثر تعرّضًا لهذا النوع من الاستغلال، والأنشطة والقنوات التي تمّ استغلالها، وسلطات التسجيل الأكثر تأثّرًا بهذه المخاطر.

أهم التوصيات:

  • تعزيز مستوى الفهم في القطاع الحكومي: مواصلة تعزيز فهم الأشخاص الاعتباريّين وآليّات سوء استخدامها الشائعة، مع التركيز على الجرائم التي ترتكبها الأطراف الثالثة المحترفة، وغسل الأموال القائم على التجارة، والتهرّب الضريبي الأجنبي والمحلّي، والجرائم المتأتية من الخارج ، وتهريب النقد، والاتجار بالمخدّرات، والتهرّب من العقوبات.
  • احتفاظ جهات إنفاذ القانون ووحدة المعلومات الماليّة بالإحصاءات والبيانات اللازمة بشأن الأشخاص الاعتباريّين وإجراء التحقيقيات بالاستناد إلى نهجٍ قائمٍ على المخاطر.
  • مشاركة وحدة المعلومات الماليّة لمؤشرات الاشتباه مع جهات إنفاذ القانون ومسجّلي الشركات والقطاع الخاص، وذلك فيما يتعلّق بالمسائل المعقّدة ذات الصلة بعمليّات غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
  • تعزيز مصادر المعلومات التي تمّ التحقّق منها من قبل جهات إنفاذ القانون من خلال طلبات الحصول على البيانات المقدّمة من المؤتمنين على النظام، كالمحامين والمستشارين القانونيّين والمحاسبين ومقدّمي خدمات التسجيل، وذلك للتحقّق من بيانات المستفيد الحقيقي النهائي.



التواصل على المستوى الوطني

يعد التواصل والمشاركة على أساس المخاطر المحددة عنصرًا أساسيًا في نظام مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في دولة الإمارات العربية المتحدة لتعزيز الفعالية وفهم المخاطر، حيث يسمح ذلك بتخصيص الموارد لاكتشاف أو تعطيل غسل الأموال وتمويل الإرهاب وتمويل الإرهاب.

في أكتوبر 2022، استضاف المكتب التنفيذي لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب ورشة عمل لمدة يومين حضرها أكثر من 230 ممثلاً عن القطاعين العام والخاص. حضرت ورشة العمل مجموعة واسعة من هيئات القطاع العام بما في ذلك وزارة الداخلية، ووزارة العدل، والجمارك، والهيئة الاتحادية للرقابة النووية، ووحدة الاستخبارات المالية، وشرطة دبي، ووزارة الاقتصاد، والهيئة الاتحادية للضرائب، وجميع المسجلين في دولة الإمارات العربية المتحدة. ركزت ورشة العمل على إساءة استخدام الأشخاص الاعتباريين والترتيبات لأغراض غسل الأموال وتمويل الإرهاب والطرق التي يمكن أو تم بها إساءة استخدام الأشخاص الاعتباريين والترتيبات لأغراض غير مشروعة، بما في ذلك غسل الأموال وتمويل الإرهاب وتمويل انتشار التسلح. كجزء من التواصل الموسع مع مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة في القطاع العام، مثل أجهزة إنفاذ القانون، عقد المكتب التنفيذي لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب ورشتي عمل بالتعاون مع القيادة العامة لقوات شرطة أبوظبي ودبي في نوفمبر 2022 لمناقشة النتائج والنتائج ق تقييم مخاطر الأشخاص الاعتباريين والترتيبات ودراسة دراسات الحالة التي قدمتها شرطة أبوظبي والنيابة العامة بالتفصيل والتي توضح أنماط إساءة استخدام الأشخاص الاعتباريين في إمارة أبوظبي.

هل محتوى الموقع ساعدك على الوصول للمطلوب؟

شكرا لك على تقييمك / تعليقك.